النضارخ

ماذا حدث

مقالات مسيحيه من مدونة يسوع يدعوك لعام 2016
اجدد المقالات والقصص المسيحيه وتعد مدونة يسوع يدعوك من اكبر المدونات فى مجالها
من حيث القصصص المسيحيه الفريده التى تقدمها والصور المسيحيه النادره والكتب والعاب الاطفال
نحن نهتم بالانسان الروحى
______________________________-
_______________________
______________________________



حجرتى




كانت الدنيا تغرق فى ظلام دامس , و انا أرقد على فراشى , عندما سمعت الباب يطرق .. حاولت أن أتجاهل الصوت , و لكنه أستمر يطرق بألحاح . فقمت متثاقلا أتحسس طريقى الى الباب . أصطدمت بعدة أشياء , وقع بعضها على الأرض محدثا ضجة . وصلت الى الباب أخيرا , و تحسسته حتى وجدت المقبض فأدرته و فتحته .
أغمضت عينى للحظات من شدة الضوء خارج الحجرة . و بعد ثوانى , نظرت الى الشخص الواقف امامى فبادرنى " لقد جئت لأتعشى معك "
لم اتذكر أنى دعوت أحدت , لكنى قلت "تفضل " .
دخل و وضع المصباح الذى كان بيده على المنضدة , كان نوره قويا جدا , فرأيت حجرتى بوضوح .. كانت ابشع و أقذر كثيرا ما تخيلت .. كنت أعلم أنها غير نظيفة , و لكن ليس إلى هذا الحد المزرى .
نظرت إليه فى خجل .. لم اعرف ماذا أقول , فبادرنى هو قائلا " يجب أن انظف هذه الحجرة قبل العشاء , فهل تسمح لى ؟! " .. أومأت برأسى بالإيجاب و انا فى شدة الخجل , و بدأ هو العمل فوراً .
بدأ بالأرض .. رمى اشايء كثيرة جدا كانت تبدو مهمة فيما مضى , و لكنها صارت بلا اهمية منذ تلك اللحظة .. ألقى بنفايات وددت لو تخلصت منها منذ زمن طويل , و لكنى لم افعل .. قام بتنظيف تراكمات سنين عديدة .
بعد فترة قال لى : " ماذا عن الصندوق الملقى فى ركن الحجرة ؟" ..
فقلت له : " ماذا عنه ؟"
فقال : " ماذا تضع فيه ؟" .
قلت : " هو صندوق زبالة , و لكنى أحتفظ فى داخله بأشياء أحبها و أعتز بها كثيرا و أريد الاحتفاظ بها "
فقال :" و لكن أن كنت تريد حجرة نظيفة فعلا , فلابد من رميه خارجا , أنه يشوه منظر الحجرة " .
فقلت بسرعة : " أرجوك لا ترميه , انا اريد الاحتفاظ به "
نظر الى متوسلا , يلتمس موافقتى .. فأستسلمت لنظرات عينيه و أجبت : " حسنا أفعل ما تريد " .
فأبتسم و فى ثوان أختفى الصندوق .
أستمر يعمل و يعمل حتى لمعت الحجرة من النظافة , و عندما أنتهى قال : " هل تحب أن أفعل لك شيئا أخر ؟ . فهناك امور عديدة يجب أن نصلحها ".
فقلت له " حسنا افعل ما تشاء , و لكنى أرجو أن تنتهى من العمل بسرعة , فأنا أحب ان أحافظ على خصوصياتى "
أجاب : " و لكنى كنت افكر بالمعيشة معك لأساعدك دائما " .
قلت " و لكن وجودك هنا سيقيد من حريتى التى أستمتع بها جدا "
قال لى : " أن لم أمكث معك هنا , فسف تتسخ الحجرة مرة اخرى .. و أن أنا خرجت , فسوف تعيش أنت فى ظلام لأن المصباح معى .. ثم أنى أريد أن أجمل هذه الحجرة و أزينها لنسكن فيها سويا , عندئذ لن يعوزك شيئا " .
نظرت اليه و قد أستسلمت لنظرات عينيه , و قلت " اهلا بك فى حجرتى "

أنتبهت من غفلتى و أذا بالإنجيل مفتوح أمامى و انا أقرأ فى سفر الرؤيا الاصحاح الثالث الآية العشرون :
" ها أنا واقف على الباب و أقرع , ان فتح لى أحد أدخل و أتعشى معه و هو معى "

" أنه على الباب يقرع , فلنفتح له و نتمتع بوجوده , يكشف لنا ذاته و يكشف لنا محبته , و يفتتتح لنا قلبه و يشعرنا برعايته و أهتمامه .. عجيب هذا الإله المحب , الذى يعطى أهميه لخليقته بهذا المقدار "
                                                        قداسة البابا شنودة الثالث


 منقول من كتاب فى يوم من الأيام للقس أسحق نجيب
أذكرونى فى صلواتكم
Previous
Next Post »
Thanks for your comment